تزدان في غسق الدجى الآيات وتسافر الدعوات والدمعات

تزدان في غسق الدجى الآيات وتسافر الدعوات والدمعات
ويظل صمت الليل يروي خاشعا كيف الرسول تلفه الرحمات
في داخل الحجرات يرجف قلبه شوقا لمن رفعت له الصلوات

وتفطرت قدماه لما جاءه غفرت ذنوبك زيدت الحسنات
وتقول عائش يارسول ترفقا فقد قبلت وتمت الخيرات
وهنا يبوح محمد في خشية شكرا لربي تسكب العبرات

فأبيت منتصبا ليرضى خالقي والله قرة عيني الركعات
وهنا تبحر في الخضوع مراكب وعلى الشواطئ تنحني الهمات
هذا الرسول إمام كل موحد شرفت بسرد حياته الصفحات

هو قدوة العباد في إخباتهم هو مشعل تسمى به الظلمات
تجري على خديه أتقى دمعة لمّا ترتل عنده الآيات
اقرأعلي أيا ابن مسعود هنا فلنعم ما تقضى به الساعات

إني أحب سماعه يا صاحبي أوليس فيه الخير والبركات
ومضى ابن مسعود يجود آيه وتزينت في صوته الكلمات
وتراكمت سحب الخشوع بدفئها وتحفزت لخروجها الدمعات

واهتزت الأرواح كالأرض التي تهتز لما تهطل القطرات
وتحدث القرآن عن يوم اللقا عن لحظة بهرت بها اللحظات
لما يجيء لكل قوم شاهد وتوضح الأخطاء والسوءات

وعليهم يأتي محمد شاهد ويود أن يطوي العصاة ممات
وهنا يجود المصطفى بدموعه ويقول حسبك هذه الآيات
ولذاك تمتلء الجوانب خشية وإلى السماء تحلق النظرات

وتحدث الأخبار في عجب لنا لما تجيء بدفئهاالصلوات
ويقول خير الناس بين ضلوعه شوق تترجمه لنا الكلمات
قم يا بلال أرح نفوسا أنسها لما تفيض مع الآذان هبات

هي صورة لنبينا مع ربه فهنيئا الرضوان والجنات
ما أجمل التقوى وما أزكى الهدى فهما للعالمين حياة

للشيخ/محمد الصاوى